
اليمن ساحة صراع بين واشنطن وبكين وسط اتهامات بدعم صيني للحوثيين وغياب موقف الشرعية
نافذة عدن/ متابعات:
أفادت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة في لندن،د الأحد، بأن الصراع في اليمن آخذ في التحول إلى ساحة تنافس متصاعد بين الولايات المتحدة والصين، مع تواتر مؤشرات عن تزايد الدعم الصيني لجماعة الحوثيين، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء، مما يفتح فصلًا جديدًا في خريطة التحالفات والنفوذ الإقليمي والدولي في المنطقة.
دعم صيني للحوثيين يثير القلق الدولي
ووفقًا للصحيفة، فإن عدة مسؤولين ودبلوماسيين غربيين أشاروا إلى أن الصين بدأت تلعب دورًا متزايدًا في دعم جماعة الحوثي، من خلال تكنولوجيا عسكرية وتجهيزات استخباراتية ساهمت في تعزيز قدرات الجماعة، لا سيما في ظل الانخراط الحوثي في عمليات بحرية وهجمات طائرات مسيّرة خلال الأشهر الماضية.
وأكدت الصحيفة أن الحوثيين استخدموا مؤخرًا طائرات مسيّرة أسقطت طائرات أمريكية بدون طيار، كما استهدفوا سفنًا تجارية وعسكرية غربية في البحر الأحمر، مستخدمين تقنيات وأجهزة يُعتقد أنها صينية المنشأ أو مدعومة بتكنولوجيا صينية.
شركات تكنولوجية في قلب الاتهامات
في سياق متصل، كشفت “العربي الجديد” عن وجود شركات صينية يُعتقد أنها مرتبطة بتقديم دعم مباشر أو غير مباشر للحوثيين. ومن بين هذه الشركات “تشانغ غوانغ” الصينية، التي وُجهت لها اتهامات بتزويد الحوثيين بصور أقمار صناعية عالية الدقة، استُخدمت لاحقًا في تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف عسكرية ومصالح أمريكية في المنطقة.
هذه المعطيات، بحسب مراقبين، تشير إلى انخراط صيني غير مسبوق في الصراع اليمني، وإن لم يكن معلنًا رسميًا من بكين، إلا أن مسار التطورات الميدانية والاستخباراتية يعزز هذه الفرضيات.
غياب موقف رسمي يمني ومخاوف من التدويل
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أي تعليق رسمي على هذه التقارير والمخاوف المتزايدة من التغلغل الصيني في دعم الحوثيين. ومع ذلك، ترى الصحيفة أن هذه التطورات تضع الحكومة اليمنية أمام مفترق طرق دبلوماسي حساس، حيث يتعين عليها اتخاذ موقف واضح تجاه انخراط قوى كبرى في الصراع اليمني.
صراع بالوكالة؟
يرى محللون أن الصين تسعى لتعزيز نفوذها في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، أحد أهم الممرات البحرية العالمية، وذلك من خلال تحالفات غير تقليدية مع أطراف محلية مثل الحوثيين، بهدف خلق توازن استراتيجي أمام النفوذ الأمريكي التقليدي في المنطقة، خصوصًا مع ازدياد التوترات الجيوسياسية العالمية بين واشنطن وبكين.
وفي هذا السياق، يحذر خبراء دوليون من أن اليمن قد يتحول إلى ساحة صراع بالوكالة بين القوى الكبرى، على غرار ما يحدث في مناطق أخرى من الشرق الأوسط، وهو ما يعقد فرص الحل السلمي ويطيل أمد الحرب، مع ما يترتب عليه من كلفة إنسانية باهظة.
دعوات لتحقيق دولي ومراقبة التكنولوجيا العسكرية
في ضوء هذه المستجدات، تعالت أصوات داخل الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية ودبلوماسية غربية تطالب بـفتح تحقيق دولي شفاف حول مصدر التقنيات المستخدمة في الهجمات الحوثية الأخيرة، وتدعو إلى تشديد الرقابة على تصدير التكنولوجيا العسكرية من الشركات الصينية إلى مناطق النزاع.
خلاصة
إن ما أوردته صحيفة “العربي الجديد” يسلط الضوء على تغير ملامح المشهد الجيوسياسي في اليمن، حيث لا تقتصر الأطراف الفاعلة على القوى المحلية أو الإقليمية، بل تدخل اليوم قوى عالمية كالصين والولايات المتحدة في صراع نفوذ متصاعد، يحمل في طياته مخاطر كبيرة على الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي. وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي، والحكومة اليمنية تحديدًا، مواقف واضحة وحاسمة لمواجهة هذا التحوّل المعقّد.