أخبار محلية

الوصابي يحاضر في الذكاء الاصطناعي والإبداع ويكرّم أيقونة قليبية بالعقيق اليماني

نافذة عدن/زينب علي درويش:

تعتبر العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإبداع علاقة بالغة التعقيد ومتشابكة الأبعاد، لا تسمح بإجابات حاسمة مثل “نعم” أو “لا”. وللتعمق في هذه الصلة، يمكن استعراض أبرز ملامحها ضمن نقاش فكري معمق. في إحدى الندوات الفكرية التي أُقيمت ضمن فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الأدباء الشبان بمدينة قليبية التونسية، والذي جرى في الفترة الممتدة من 24 إلى 26 من شهر يوليو بفضاء سيدي عبد السلام، قدّم الباحث اليمني مجيب الرحمن الوصابي، المحاضر في جامعة عدن والجامعة اللبنانية الدولية، رؤيته الفكرية محذّرًا من تداعيات الذكاء الاصطناعي. وأكد بأسلوب صارم أن الذكاء الاصطناعي بات قادرًا على كتابة الشعر، والرسم، والغناء، والنحت، مما يعني أن البشرية أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة من التغير الجذري في وجه الحياة على الأرض. وأشار الوصابي إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعدّ أداة قوية لتعزيز الإبداع البشري وفتح آفاقًا مبتكرة. فمن خلال قدراته التقنية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمكّن الأفراد الذين يفتقرون إلى مهارات إبداعية متقدمة من إنتاج أعمال فنية أو تصميمات جذّابة، مما يسهم في توسيع نطاق الإبداع ليصبح أكثر شمولية. أما فيما يخص الذكاء الاصطناعي كمبدع مستقل، فقد شهد هذا المجال تطورًا ملحوظًا مع ظهور تقنيات الذكاء التوليدي، مثل الشبكات العصبية، القادرة على إنتاج أعمال فنية وموسيقية وأدبية تبدو وكأنها من ابتكار البشر. ومع ذلك، هذا التطور يطرح تساؤلات فلسفية عميقة تتعلق بطبيعة الإبداع: – هل يمكن اعتبار الآلة مبدعة؟ النقاش هنا يتناول ما إذا كان الإبداع يستلزم الوعي والمشاعر والخبرة الإنسانية، أم أنه مجرد عملية حسابية مرتفعة التعقيد؟ – ماذا عن حقوق الملكية الفكرية؟ عندما ينتج الذكاء الاصطناعي أعمالًا إبداعية، تنشأ مسألة قانونية حول الملكية الحقيقية؛ هل هي للمبرمج، للمستخدم، أم للذكاء الاصطناعي ذاته؟ من الممكن النظر إلى الذكاء الاصطناعي كشريك للإبداع البشري وليس بديلاً عنه.

العلاقة بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي تحمل طابعًا تكامليًا حيث يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة قوية تسهّل على المبدعين الوصول إلى مستويات جديدة من الابتكار والتعبير الفني. إلا أن الإجابة الكاملة عن سؤال ما إذا كان الذكاء الاصطناعي مبدعًا فعلاً تبقى مرتبطة بتحديد مفهوم الإبداع بحد ذاته. وفي ختام فعاليات المهرجان، كرّم الأستاذ مجيب الرحمن الوصابي الدكتورة سنية فرج الله، مديرة المهرجان، بتقديم قطعة من العقيق اليمني الطبيعي كرمز تقدير لها. وقد أطلق عليها “أيقونة قليبية” نظرًا لدورها البارز في دعم النشاط الإبداعي والثقافي بالمدينة. وعبّر الوصابي عن التزامه بحضور هذه الفعاليات منذ سنوات بدعوة منها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار