
كيف تحولت فاكهة “الرائحة الكريهة” إلى كنز اقتصادي لدول آسيا؟
نافذة عدن/ متابعات:
بينما تعج الأسواق العالمية بمئات المنتجات الغذائية والفواكه المميزة، تبرز “فاكهة الدوريان” كحالة استثنائية تثير الدهشة في عالم الاقتصاد.
فهذه الفاكهة المعروفة برائحتها القوية والمثيرة للجدل، تحولت إلى محور تجارة ضخمة، مدعومة بهوس استهلاكي غير مسبوق في الصين، مما رفع الطلب العالمي على “الدوريان” إلى مستويات قياسية خلال السنوات الخمس الماضية، وأشعل سباقاً بين دول جنوب شرق آسيا لتلبية هذا الطلب، طمعاً بالحصول على حصة من الأرباح التي تدرها هذه الفاكهة ذات الرائحة الكريهة.
وفاكهة “الدوريان” التي تحمل وصف “ملكة الفواكه” في مناطق جنوب شرق آسيا، تنمو على أشجار شاهقة، ضمن الغابات الاستوائية في ماليزيا، وإندونيسيا، وبروناي، والفلبين، وتايلاند، وهي تأتي بشكل دائري تغطيها الأشواك وبرائحة وطعم لاذع.
وتُظهر بيانات بنك HSBC أن الطفرة في الطلب الصيني على فاكهة “دوريان”، بدأت في وقت مبكر من عام 2017، ليرتفع الطلب بشكل قياسي في أواخر عام 2022، ويصل إلى نسبة تفوق الـ 400 في المئة خلال عام 2023، حيث يرى المستهلكون الصينيون في “الدوريان” أكثر من مجرد فاكهة، بل رمزاً يعكس مستوى الرفاهية والقدرة المالية.
وبحسب تقرير أعدته مجلة “فورتش” واطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإن المستهلكين الصينيين لا يشبعون من “الدوريان”، التي يخفي مظهرها الخارجي الشائك رائحة كريهة، تدفع السلطات في بعض دول جنوب شرق آسيا إلى حظرها في وسائل النقل العام والفنادق والمطارات.
ويصل هوس الصينيون بـ “الدوريان” إلى ما هو أبعد من تناولها كفاكهة، حيث بدأت منافذ البيع في البلاد في تقديم العديد من المنتجات الغذائية مثل البيتزا والبرغر والدجاج بنكهة “الدوريان”، وأصبحت البيتزا الأكثر شعبية لدى بيتزا هت في الصين “بيتزا دوريان بالجبن”، كما قال الرئيس التنفيذي لشركة Yum China جوي وات للحضور، في منتدى فورتشن العالمي في نيويورك في نوفمبر الماضي.
كنز اقتصادي لدول آسيا
ووفقاً للأمم المتحدة، تذهب جميع صادرات “الدوريان” في العالم تقريباً إلى الصين، حيث تُظهر بيانات الجمارك الصينية، أن البلاد استوردت 1.56 مليار كيلوغرام من الدوريان في العام 2024، بزيادة نسبتها 9.4 في المئة مقارنة بعام 2023، لتبلغ قيمة كل تلك الفاكهة المستوردة أقل بقليل من 7 مليارات دولار، بزيادة نسبتها 4.1 في المئة مقارنة بعام 2023، حيث أن الإقبال المرتفع من المستهلكين الصينيين جعل من “الدوريان” تجارة مربحة للمزارعين في دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند، فيتنام، الفلبين، وماليزيا.
وكانت تايلاند لسنوات الدولة الوحيدة المسموح لها بتصدير “الدوريان” الطازج إلى الصين، ولكن في عام 2022، فتحت بكين السوق أمام المزارعين الفيتناميين بعد أن وافقوا على الامتثال للوائح الصينية، وفي عام 2023 تم السماح لمزارعي الدوريان الفلبينيين بالوصول إلى السوق الصينية، وفي يونيو 2024 وافقت بكين على السماح بدخول الدوريان الطازج من ماليزيا.
وفي عام 2024، استحوذت تايلاند على نحو 52 في المئة من إجمالي صادرات الدوريان الطازج إلى الصين، بينما بلغت حصة فيتنام 47.2 في المئة، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية. أما النسبة المتبقية، فقد توزعت بين الفلبين وماليزيا، في حين لم تتمكن إندونيسيا من دخول السوق الصينية بسبب عدم التزامها باللوائح المطلوبة.



