
عدن تفتح ذراعيها لكل الباحثين عن الأمن والسلام
نافذة عدن/الدكتور قاسم الهارش:
العيد فرحة، والفرحة لا تكتمل إلا بالأمان والطمأنينة، لكن كيف لطفل أن يشعر بفرحة العيد وصوت القصف يلاحقه؟ كيف لعائلة أن تجتمع على مائدة عيدية وهي تعيش تحت القمع والتضييق؟ لهذا، يتوافد المئات من أبناء صنعاء والمحافظات الشمالية إلى عدن، بحثا عن متنفسٍ للحرية، وملاذ يجدون فيه السلام بعيدا عن أجواء الحرب والقيود.
هؤلاء لم يأتوا ليزاحموا أحدا، ولم يأتوا بحثا عن نزاع، بل جاؤوا بأطفالهم وأسرهم، حاملين في قلوبهم الأمل، والرغبة في قضاء أيام العيد كما يليق باليمنيين، بكرامة وطمأنينة. جاؤوا إلى عدن، المدينة التي لطالما كانت حضنا لكل أبناء اليمن، المدينة التي عرفت بالتسامح والانفتاح، وكانت ولا تزال بوابة الحياة والحرية لكل من تطأ قدمه أرضها.
اليوم، مسؤوليتنا كأبناء عدن أن نكون على قدر هذه الهوية، أن نكون كما عهدنا التاريخ وكما تفرض علينا أخلاقنا وديننا وقيمنا الوطنية. هؤلاء القادمون ضيوفنا، وإخواننا في الدم والأرض والمصير. لنستقبلهم بحفاوة، ولنمد لهم أيدينا، ليس فقط لأنهم بحاجة إلينا اليوم، بل لأننا جميعا بحاجة إلى أن نعيد لهذا الوطن روحه المتسامحة، بعيدا عن الأحقاد والفرقة.
عدن كانت وستظل مدينة للجميع، مدينة الحرية، مدينة الحب، مدينة اليمنيين كلهم. فلنكن بحجم هذا الإرث، ولنرسم في وجوه القادمين إليها بسمة العيد التي غابت عنهم طويلًا.