أخبار مهمة

انتصار أميركا على الحوثي لا يكفي ولا بد من قوة يمنية على الأرض لاستكمال المهمة

نافذة عدن/ خاص:

قال الكاتب والإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد، إن الضربات الجوية الأميركية المستمرة ضد جماعة الحوثي في اليمن قد تُفضي إلى إضعاف كبير في قدراتها العسكرية، لكنها وحدها لا تكفي لإنهاء وجود الجماعة ما لم يتبعها تحرك يمني فعلي على الأرض لملء الفراغ.

وفي مقاله المعنون “انتصار أميركا على الحوثي لا يكفي”، أشار الراشد إلى أن الولايات المتحدة، منذ أكثر من عشرين يومًا، تواصل قصف مواقع الحوثيين بوتيرة عالية، مستهدفة الصواريخ والطائرات المسيّرة والدفاعات الجوية ومخازن السلاح ومراكز القيادة والتدريب، وحتى منازل قادة الميليشيا في صنعاء وعدد من المحافظات.

ورغم التأثير الواضح لهذه الحملة، يرى الراشد أن القضاء على ما تبقى من القدرات العسكرية للحوثي لا يعني بالضرورة انتهاء الجماعة أو زوال خطرها، مذكّرًا بتجارب مشابهة في سوريا ولبنان، حيث تسببت الهزائم العسكرية بفراغ ملأته قوى أخرى. وأشار إلى أن جماعات مثل الحوثي، وحزب الله، وطالبان، تملك قدرة على إعادة التموضع والتجنيد وبناء التحالفات، مما يجعل القضاء عليها أكثر تعقيدًا من مجرد الضربات الجوية.

وأوضح الراشد أن الأميركيين يهدفون من الحملة الحالية لتحقيق هدفين محددين: الأول، تدمير قدرات الحوثي التي تهدد الملاحة الدولية؛ والثاني، إجبار الجماعة على التعهد بعدم التعرض للسفن في البحر الأحمر وباب المندب. لكنه نبه إلى أن هذا “الانتصار التكتيكي” سيبقي الحوثي مشكلة داخلية لليمن والمنطقة، ما لم يتم التحرك سياسيًا وعسكريًا لإنهاء نفوذ الجماعة بالكامل.

واعتبر أن ما ينقص اللحظة الحالية هو وجود قوة يمنية مسلحة مقبولة داخليًا ودوليًا، تتحرك باتجاه العاصمة صنعاء لاستثمار ضعف الحوثي واستباق الفراغ المحتمل، مضيفًا أن الحوثي، إذا ظل مسيطرًا على صنعاء، فسيكون ذلك انتصارًا له، رغم كل الضربات الجوية، في وقت تشهد فيه جماعات مثل “حزب الله” و”حماس” تراجعًا كبيرًا في مواقعها.

ودعا الراشد إلى أن يكون البديل للحوثي قوة يمنية لا تحمل طابع الانقلاب أو الميليشيا، بل تكون داعمة لحل سياسي حقيقي يستند إلى مخرجات الحوار الوطني ودستور الدولة المتوافق عليه قبل انقلاب الحوثي عام 2014.

وختم مقاله بالتأكيد أن الحملة العسكرية الأميركية تمثل “فرصة قد لا تتكرر لسنوات”، وهي فرصة يجب استغلالها سياسيًا وعسكريًا لإنهاء الحرب، واستعادة الدولة اليمنية، ومنع الحوثي من إعادة ترتيب صفوفه والبقاء قوة مسيطرة في شمال اليمن.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار