
ثلاثة أعوام على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي .. اليمن يغرق في أزمة اقتصادية غير مسبوقة
نافذة عدن/ خاص:
يدخل اليمن عامه الثالث منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وسط تصاعد حاد في الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وتراجع في أداء الدولة ومؤسساتها، في ظل فشل متواصل في إدارة الملفات الأساسية، ما جعل ملايين اليمنيين يواجهون أوضاعًا مأساوية تهدد حياتهم اليومية وكرامتهم الإنسانية.
الاقتصاد في سقوط حر
شهد الريال اليمني تدهورًا حادًا تجاوزت فيه أسعار الصرف اليوم حاجز 2500 ريال للدولار، متأثرًا بتوقف تصدير النفط الخام، وتوقف الدعم الخارجي، وانعدام السياسات النقدية والمالية الفاعلة.
غياب الرؤية الاقتصادية، وتخبط الحكومة، وغياب الشفافية، أدت إلى عجز خانق في الموازنة العامة، وتأخر دفع الرواتب، وانهيار الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والصحة والمياه.
إدارة غائبة وقيادة مربكة
رغم مرور ثلاث سنوات على تشكيل المجلس، لا تزال المؤسسات الرسمية تعاني من الشلل والفساد، وسط تضارب المصالح بين مكونات المجلس، وغياب أي استراتيجية إصلاحية واضحة. القرار السيادي يبدو مُشتتًا، والإجراءات الاقتصادية تتخذ بلا دراسات أو محاسبة، ما عمق الأزمة وكرّس فقدان الثقة الشعبية.
الكهرباء والوقود.. نموذج للهدر والفساد
أنفقت الحكومة مئات الملايين من الدولارات على شراء الوقود لمحطات الكهرباء، لكن معظم المدن-بما فيها عدن- تعاني من انقطاعات يومية تتجاوز 18 ساعة، ما فاقم معاناة المواطنين، في ظل فساد واسع النطاق في ملف المشتقات النفطية، وغياب أي حلول دائمة أو خطة للطاقة البديلة.
انقسام نقدي ومصرفي يفاقم الأزمة
الإجراءات المتبادلة بين البنك المركزي في عدن وسلطات الحوثيين في صنعاء ساهمت في تعميق الانقسام المصرفي، وتقييد حركة الأموال بين المناطق، ما انعكس سلبًا على الأنشطة التجارية، وحركة التحويلات، وحرية العمل المصرفي.
حياة الناس تزداد قسوة
بحسب تقارير دولية، يعيش أكثر من 17 مليون يمني تحت خط الفقر، ويعانون من انعدام الأمن الغذائي. التضخم بلغ مستويات قياسية، والرواتب لم تعد تغطي الحاجات الأساسية، فيما تتقلص فرص العمل، وتزداد معدلات النزوح، وتنهار قدرات الناس على مواجهة تكاليف الحياة اليومية.
خلاصة المشهد
تتجه البلاد نحو أزمة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة في تاريخها الحديث، في ظل قيادة عاجزة، وانقسام سياسي، وغياب أي أفق إنقاذ. ومع دخول العام الثالث لمجلس القيادة الرئاسي، لا يزال الشارع اليمني يترقب حلولًا غائبة، ومصيرًا مجهولًا، في وطن تتآكل فيه مقومات البقاء والكرامة.