
الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه البالغ من توسّع البرنامج النووي الإيراني
نافذة عدن/ متابعات:
أعرب الاتحاد الأوروبي عن “قلقه العميق” إزاء ما وصفه بـ”التوسع المقلق” في برنامج إيران النووي، محذراً من امتلاك طهران لقدرات نووية “لا يمكن التراجع عنها”، ومشدداً على أن التحقق والرقابة يمثلان أولوية أمنية قصوى لدول القارة الأوروبية.
وتزامن هذا الموقف مع مناقشة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، لتقرير المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، بشأن أنشطة إيران النووية. ويتوقع أن تطرح القوى الغربية قراراً لتوجيه توبيخ رسمي لطهران، ما قد يمهد لإعادة ملفها إلى مجلس الأمن الدولي.
وفي بيان أمام المجلس، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لتقارير غروسي، وجدد التزامه بالتوصل إلى حل دبلوماسي يعالج كافة المخاوف الدولية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. ودعا طهران إلى التعاون الفوري مع الوكالة دون تأخير، وطالب بنشر التقرير المقدم من غروسي للعموم.
وشجّع الاتحاد الأوروبي، الذي لعب دور الوسيط في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، جميع الأطراف المعنية على الانخراط في المسار الدبلوماسي، داعياً في الوقت ذاته الدول الأعضاء إلى دعم تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي صادق على الاتفاق النووي، والمقرر أن ينقضي في أكتوبر المقبل.
وأشار البيان الأوروبي إلى تقرير الوكالة بشأن اتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر الانتشار النووي، معبّراً عن أسفه لامتناع إيران عن اتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى التزاماتها رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة حتى نهاية 2022.
وذكّر البيان بدور الاتحاد الأوروبي في تسهيل المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن خلال عامي 2021 و2022 في فيينا، والتي توقفت لاحقاً مع اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن تسارع أنشطة إيران النووية خلال السنوات الخمس الماضية يمثل مصدر قلق بالغ، ويزيد من خطر اندلاع أزمة انتشار نووي في الشرق الأوسط، في ظل استمرار المسار التصعيدي لطهران.
وأضاف البيان: “لقد انحرفت إيران بشكل كبير عن التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، واكتسبت معارف نووية لا يمكن التراجع عنها”، مشيراً إلى الزيادة اللافتة في إنتاج وتراكم اليورانيوم عالي التخصيب.
ولفت الاتحاد الأوروبي إلى أن إيران تملك حالياً مخزوناً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يكفي لصنع نحو تسع قنابل نووية، مشيراً إلى قدرتها على إنتاج ما يكفي لصنع قنبلة واحدة كل شهر.
وأوضح البيان أن هذه الأنشطة “تفتقر إلى مبررات مدنية ذات مصداقية، وتزيد من مخاطر الانتشار النووي وتعقّد جهود التحقق”، كما عبّر عن قلقه من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون سابقون عن امتلاك طهران القدرة الكاملة على تصنيع سلاح نووي.
وأشار البيان إلى أن انسحاب إيران من البروتوكول الإضافي في فبراير 2021، وما تبعه من تقليص التعاون مع الوكالة الدولية، أدى إلى فقدان “استمرارية المعرفة” بشأن عناصر حاسمة في البرنامج النووي، منها أجهزة الطرد المركزي والماء الثقيل والمواد النووية الخام.
وأضاف أن “هذه الخسارة في القدرة على الرصد والتحقق تضر بقدرة الوكالة على ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني”، مشدداً على أن إيران تُعد الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي تنتج وتخزن اليورانيوم عالي التخصيب بكميات كبيرة.
وفي ختام بيانه، دعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى “العودة الفورية إلى التزاماتها النووية”، واستئناف تنفيذ البروتوكول الإضافي والمصادقة عليه، بالإضافة إلى استئناف كافة تدابير المراقبة والتحقق المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مشدداً على أن التنفيذ الكامل لاتفاق الضمانات يمثل ضرورة قانونية لمعالجة الشكوك العميقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.



