
تحذير من إنهيار العملة
نافذة عدن/ خاص :
قال الخبير النفطي والاقتصادي الدكتور علي المسبحي حذرنا مرارا وتكرارا من كارثة اقتصادية ومعيشية تمس حياة المواطنين نتيجة لعدم وجود اصلاحات وخطط اقتصادية وتقلبات في المالية العامة للدولة نتيجة إرتفاع النفقات العامة بشكل مستمر وتصاعدي بينما تواجه الإيرادات العامة نقص وانخفاض لوجود ثقب اسود في وعائها وتسرب في تحصيلها , كما ان الإصلاحات المالية والاقتصادية قد تكون مفقودة او حبيسة الادراج وتحتاج إلى إرادة صادقة ودعم حكومي ومجتمعي لكن الجميع في سبات عميق .
وأضاف الدكتور علي المسبحي في منشور له على صفحته في الفيس بوك رصدة محرر الأخبار أن سوق اسعار الصرف شهدت تقلبات حادة منذ بداية العام 2025 حيث تم سحب من السوق حوالي 300 مليون دولار خلال الثلاثة الاشهر الماضية يناير — مارس مايعادل مليار ومائة وأربعون مليون ريال سعودي للحجاج والمعتمرين , حيث تم سحب مبلغ 500 مليون ريال سعودي نفقات الحجاج لعدد 25 ألف حاج تكلفة الحاج الواحد 20 ألف ريال سعودي , بينما تم سحب مبلغ 640 مليون ريال سعودي للمعتمرين للاشهر رجب وشعبان ورمضان لعدد 128 ألف معتمر تكلفة المعتمر الواحد 5000 ريال سعودي , الأمر الذي تسبب في ضغوط شديدة على سوق اسعار الصرف والمضاربة بها , كما ان الكثير من الجمهور قام بتحويل مدخراتهم من العملة المحلية إلى العملة الصعبة ,حيث ان أغلب المعاملات التجارية تتم بالعملة الصعبة كشراء العقارات و السيارات .
وأشار الخبير الاقتصادي أن إجمالي عدد المزادات التي أعلن عنها البنك المركزي منذ بداية العام يناير — أبريل 2025 عشرة مزادات باجمالي مبلغ 340 مليون دولار ما تم بيعة منها فقط مايقارب 164 مليون دولار بنسبة 48 % أي أقل من النصف وهو ما يثبت عزوف الجمهور والتجار عن شراء العملة الصعبة من البنك وتفضيلهم الشراء من السوق لسهولة الإجراءات وبعيد عن الرقابة وهو ما يساهم في المضاربه بالعملة الصعبة نتيجة لقلة المعروض وزيادة الطلب , كما ان مزادات البنك أثبتت عدم قدرتها على تثبيت اسعار الصرف وهو ما نراه من تغير في السعر مع كل عملية مزاد جديد .
وأفاد الدكتور المسبحي أن اسعار الصرف شهدت ارتفاع شديد خلال الفترة يناير — أبريل 2025 حيث كان سعر صرف الدولار في بداية يناير حوالي 2070 ريال ارتفع مع نهاية أبريل الى 2500 ريال يعني بفارق 430 ريال بمعدل متوسط إرتفاع يومي بلغ 3.5 ريال ولو استمر إلارتفاع بنفس الوتيرة والمعدل اليومي لبلغ بعد ثمانية أشهر مع نهاية ديسمبر 2025 إلى حوالي 3340 ريال للدولار الواحد , حيث أننا أشرنا في تصريح سابق في مايو 2024 من ان سعر صرف الدولار سيبلغ في نهاية 2024 م 2000 ريال وهو ما تحقق فعلآ .
واختتم الدكتور علي المسبحي بأن العملة الصعبة لدى البنك المركزي قد شارفت على النفاذ في ظل اعتمادها على الوديعة والمنح والمساعدات الخارجية , وقد تم استهلاكها بنسبة كبيرة ولم يتبقى منها الا اقل القليل , كما أن الإعتماد على هذه التمويلات غير مجدية لمساهمتها في رفع الدين الخارجي , فلا بديل عن تنمية موارد الدولة وتصدير النفط الخام والنهوض بمؤسسات الدولة الايرادية كمصفاة عدن وشركة النفط ومكافحة الفساد وإصلاح منظومة الكهرباء وتخفيض النفقات الدبلوماسية وإلغاء صرف الرواتب بالعملة الصعبة والازدواج الوظيفي .